فهرس المحتوى [إظهار]
قد تمر لحظات القصف الإسرائيلي مرعبة على سكان قطاع غزة، وقد تترك الخوف لدى الكثيرين، لكنها تبقى سريعة إلا في قلوب من فقدوا أحبتهم، مثل أصدقاء ميار عز الدين، ومدرسييها، ومحبيها. ميار عز الدين تلك الطالبة المجتهدة المتميزة التي كانت تدرس في مدرسة أوائل وقادة الخاصة في البنات، والتي استحوذت على مشاعر رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أخذوا بتناقل صورها وفيديوهاتها، وكأنها كانت من المشاهير. أحبها الجميع، بخفة دمها، عصفورة المدرسة وحمامة بيضاء تُحلق بروحها حية كانت أم عند بارئها، فهي الطفلة التي تركت علامة خاصة في كل مكان خاصة في مدرستها.
ذات الشعر الطويل
"الله يصطفي الشهداء فعلاً" تلك الكلمات الأولى التي صرحت بها الأستاذة سماح حسن جعفر مربية الصف الخامس الذي كانت فيه "ميار"، لـ شبكة مصدر الإخبارية، والتي بدت خلال مهاتفتنا لها متعلقة في ميار وكأنها طفلتها وقطعة منها، ورحلت. وفي كلماتها تغنت المدرسة بميار ذات الشعر الطويل البني، وكأنها "روبونزل" فتاة القصر المختفية في قصص أفلام والت ديزني.
القائدة الصغيرة
وتشهد المعلمة سماح لميار بالتميز والأخلاق العالية والصفات النبيلة، وتقول: "كانت قائدة وقدوى رغم صغر سنها"، وأضافت: "كانت رائعة في الاستعراضات المدرسية بشتى أشكالها". وتابعت: "كانت الجميع يقول لمعلمتها جئنا لنشاهد ميار، بالتأكيد ستكون في الاستعراض"، وعبرت المربية عن فقدانها للطالبة القوية التي كانت تمنحها التفاؤل والتحفيز قائلة: "كنت كثيراً ما أقلق من الاستعراض المدرسي وكانت ميار تطمئنني بكلامها أنا يا مس تدربت كتير تقلقيش". ولن تنسى جعفر مقولة ميار الدائمة لها: "انتِ متل أختي"، لأنها تشبه أختها الكبرى فعلياً، والتي شهدت على أنها قريبة من الكل وأن عائلتها كانت من الأسر ذات العلاقة القوية ببعضها.ميار ابنة أبيها
ولفتت إلى أنها تشبه والدها الشهيد باالابتسامة، وقالت فيه: "كان لطيفاً راقياً في حديثه"، وذكر موقفاً له يشهد على أنه متقبل للأمور وغير متكبر وبسيط، وأوفادت أنه بذات المرات كُسرت يد ميار في المدرسة وكانوا متخوفين من ردة فعل الوالد الأسير السابق، إلا أنه بيّن نبل أخلاقه ورضاه حيث لم يبين غضباً ولا سخطاً حين قال: "قدر الله وما شاء فعل".
